عدد المساهمات : 409 نقاط : 281117 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/07/2009
موضوع: سيرة زينب رضي الله عنها الخميس أغسطس 20, 2009 8:41 am
زينب بنت محمد( رضى الله عنها )
كانت هالة بنت خويلد كثيرة التردد على السيدة خديجة رضي الله عنها فهي تعتبرها أما وأختا لها لذلك كانتا قريبتين جدا من بعضهما .. وكم تمنت أن تكون زينب زوجة لابنها أبي العاص .. لما لمسته فيها من نقاوة و طهر وحسن خلق .. ومن ذلك نرى أن هالة بنت خويلد أحسنت إختيار زوجة لابنها ابو العاص معتمدة على حسن سيرتها وليسزينب) رضى الله عنها..
كبرى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم
وأولى ثمرات زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة ( خديجة رضي الله عنها )..
فمن هي زينب ؟؟
مولدها ونشأتها :
كما ذكرت سابقا فالسيدة زينب هي كبرى بنات الرسول ورزق بها عندما كان في الثلاثين من عمره رضي الله عنه
فهي زينب بنت محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف ..
كانت رضي الله عنها أولى درر عقد بيت النبوة الذي سيكتمل بأخواتها من بعدها .. وكانت فرحة الرسول بقدومها عظيمة .. وكم كانت فرحة تغمر السيدة خديجة عندما رأت سعادة الرسول وهو يلاعبها ..
إعتاد أشراف مكة على إرسال أبنائهم إلى المراضع في البادية لمدة تقارب السنتين وهكذا كان الحال مع زينب ..وبعد ان عادت إلى حضن أمها عهدت بها خديجة إلى مربية تساعدها على رعايتها والسهر على راحتها .. ترعرعت زينب في كنف والدها حتى شبت على مكارم الأخلاق والآداب والخصال الحميدة فكانت تلك الفتاة البالغة الطاهرة نقية الروح بصفاتها وعفويتها .
زواجها رضى الله عنها
كان أبوالعاص يعرف زينب منذ صغره من كثرة ترداده على بيت خالته خديجة وأعجب بصفاتها وأخلاقها ..
وفي أحد الأيام فاتحت هالة أختها بنوايا ابنها الذي اختار ( زينب ) ذو المكانة العظيمة في قريش شرفا ونسبا لتكون زوجته وشريكة حياته .
. بالإضافة إلى ذلك فإن أبا العاص على الرغم من صغر سنه فقد عرف بالخصال الكريمة والأفعال النبيلة.
وعندما ذهب أبو العاص إلى رسول الله ليخطب ابنته، قال عنه الرسول : إنه نعم الصهر الكفء .. وطلب منه الرسول الانتظار حتى يرى رأي ابنته في ذلك ، وهذا موقف من المواقف التي دلت على حرص الرسول على المشاورة ورغبته في معرفة رأي ابنته خاصة وأن هذا الأمر يتعلق بمستقبلها .. ولم يفرض رأيه عليها
دخل رسول الله على ابنته زينب وقال لها : - بنيتي إن ابن خالتك أبا العاص بن الربيع ذكر اسمك ( كنابة عن الرغبة في الزواج ) - فسكتت زينب حياء ، ولم تحر جوابا ، واحمر وجهها خجلا .. ولكن خفقات القلب الطاهر وإغضاء النظر .. كانا خير جواب فتبسم الرسول – عليه الصلاة والسلام – ولم يكرر السؤال ، ثم عاد إلى أبي العاص فاصافحه مهنئا مباركا داعيا بالخير .. عاشت رضي الله عنها حياة سعيدة في كنف زوجها .. فكانت نعم الزوجة الصالحة وكان هو نعم الزوج الفاضل الذي أحاطها بالحب والأمان .. وكان ثمرة هذا الزواج السعيد أن رزقهمتا الله بطفلين جميلين أولها علي بنأبي العاص الذي توفي صغيرا وكان الرسول قد أردفه وراءه يوم الفتح والثانية كانت أمامة بنت أبي العاص والتي تزوجها علي بن أبي طالب رضى الله عنة بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها .
كان أبي العاص يحب زوجته بشدة .. وبما أنه يعمل بالتجارة فإنه يضطر أن يفارق زوجته في رحلاته .. فكان يقول :
ذكرت زينب لما ورّكــــت أرما فقلت سقيا لشخصٍ يسكن الحرما بنت الأمين جزاها الله صــــالحاً وكلٌ بَعــلٍ سيثني بالذي عـلِما
إسلامهــا :
وفي يوم نزول الوحي على سيدنا محمد r كان أبو العاص في سفر تجارة ، فخرجت السيدة زينب {رضي الله عنها} إلى بيت والدها تطمئن على أحوالهم فإذا بها ترى أمها خديجة في حال غريب بعد عودتها من عند ورقة بن نوفل. سألت زينب أمها عن سبب هذا الانشغال فلم تجبها إلى أن اجتمعت خديجة {رضي الله عنها}ببناتها الأربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن} وأخبرتهن بنزول الوحي على والدهم r وبالرسالة التي يحملها للناس كافة. لم يكن غريباً أن تؤمن البنات الأربع برسالة محمد r فهو أبوهن والصادق الأمين قبل كل شي، فأسلمن دون تردد وشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وقررت الوقوف إلى جانبه ومساندته، وهذا أقل ما يمكن فعله.
وعاد أبو العاص من سفره، وكان قد سمع من المشركين بأمر الدين الجديد الذي يدعو إليه محمد
دخل على زوجته فأخبرها بكل ما سمعه، وأخذ يردد أقوال المشركين في الرسول ودينه، في تلك اللحظة وقفت السيدة زينب {رضي الله عنها}موقف الصمود وأخبرت زوجها بأنها أسلمت وآمنت بكل ما جاء به محمد ودعته إلى الإسلام فلم ينطق بشيء وخرج من بيته تاركاً السيدة زينب بذهولها لموقفه غير المتوقع.
وعندما عاد أبو العاص إلى بيته وجد زوجته {رضي الله عنها} جالسة بانتظاره فإذا به يخبرها بأن والدها محمد r دعاه إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام ودين أجداده ، فرحت زينب ظناً منها أن زوجها قد أسلم،
زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم بقية وعندما عاد أبو العاص إلى بيته وجد زوجته {رضي الله عنها} جالسة بانتظاره فإذا به يخبرها بأن والدها محمد دعاه إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام ودين أجداده ، فرحت زينب ظناً منها أن زوجها قد أسلم، لكنه لم يكمل ولم يبشرها بإسلامه كما ظنت فعاد الحزن ليغطي ملامح وجهها الطاهر من جديد. بالرغم من عدم إسلام أبي العاص ألا أنه أحب محمد r حباً شديدا،ً ولم يشك في صدقه لحظة واحدة، وكان مما قال لزوجته السيدة زينب {رضي الله عنها} في أحد الأيام عندما دعته إلى الإسلام :
" والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته "
من هذه المواقف نجد أن السيدة زينب {رضي الله عنها} على الرغم من عدم إسلام زوجها فقد بقيت معه تدعوه إلى الإسلام، وتقنعه بأن ما جاء به الرسول هو من عند الله وليس هناك أحق من هذا الدين لاعتناقه. ومن ذلك نجد أيضاً أن أبا العاص لم يجبر زوجته على تكذيب والدها أو الرجوع إلى دين آبائهِ وعبادة الأصنام ِ وحتى وإن أجبرها فلم تكن هي، لتكذب أباها إرضاء لزوجها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، والملاحظ أن موقف أبا العاص ومسايرته لقومه مرده إلى كبرياء جاهلي ، سيطر على كثيرين من أمثاله ، مبعثه العصبية القبلية .
الهجرة :
اشتد أذى المشركين بالرسول و أصحابه وخاصة بعد وفاة خديجة وأبي طالب فأذن لأصحابه بالهجرة إلى يثرب ( ولا يفوتنا أن نذكر موقف السيدة زينب في رعايتها لإخوتها بعد وفاة أمهم وخاصة فاطمة الزهرة النضرة .. فقد أصبحت زينب نعم الأم لأخواتها ) طبق أجواء مكة ذات يوم نبأ هجرة الرسول وصاحبه إلى المدينة ومطاردة قريش لهما ، فكانت زينب تمضي الليالي مضطربة النفس خائفة القلب على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم ترتح إلا بعد أن وصل خبر وصوله وصاحبه إلى يثرب آمنين سالمين .. وبعد هجرة رسول الله r إلى المدينة المنورة أمر بإحضار ابنتيه فاطمة وأم كلثوم {رضي الله عنهن} إلى دار الهجرة يثرب، أما رقية {رضي الله عنها} فقد هاجرت مع زوجها من قبل ولم يبق سوى زينب التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها على دينها.
غزوة بدر
دارت رحى غزوة بدر سريعا وحقق المسلمون فيها نصرا مؤزرا .. فقتل من المشركين من قتل وأسر من أسر وتشرد البقية .. وكان ضمن من وقعوا في الأسر ( أبو العاص بن الربيع ) الذي كان قد خرج مع المشركين يوم ذاك .. ولما استعرض الرسول الأسرى نحا ( أبا العاص ) جانيا وقال لأصحابه : استوصوا بالأسرى خيرا . كانت زينب رضي الله عنها في وضع لا تحسد عليه ، وحين بدأت عملية فداء الأسرى ، كانت زينب راغبة في عودة زوجها إليها مستثيرة همة والدها العظيم لذلك ، فاستخرجت من صندوقها قلادة كانت لأمها خديجة رضي الله عنها أهدتها إياه يوم عرسها ثم حملته لشقيق زوجها عمرو بن الربيع كي يقدمها فدية عن زوجها . فلم يكد الرسول يرى تلك القلادة حتى رق لها رقة شديدة وخفق القلب الكبير للذكرى العظيمة وأطرق الحاضرون من الصحابة خاشعة أبصارهم وقد أسروا بجلال الموقف وروعته
وبعد صمت طويل قال ( صلى الله عليه وسلم ) : - إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالهم فافعلوا فقالوا جميعا : - نعم يا رسول الله .
الفــراق
لكن النبي أوصى أبا العاص أن برسل زينب إليه . لأن الإسلام فرق ينهما وأخذ عليه عهد في ذلك عاد أبا العاص إلى مكة وهو بادي الوجوم ظاهر الحزن وقال لمرأته : جئتك مودعا يا زينب
وأخبرها بما وعد أباها من ردها إليه .
ثم قال : مهما يحدث يا زينب فسأبقى على حبك ما حييت وفيا ، وسيبقى طيفك أبدا ملئ هذه الدار التي شهدت أحلى وأطيب أيام حياتنا .
مسحت زينب دموعها المترقرقة ، وانصرفت ، ولكن قريشا تصدت لها ومنعتها وأعادتها إلى مكة وروعت رضى الله عنها بما حدث وكانت حاملا فنزفت دما وأجهضت .. فحماها أبو العاص عنده حتى استعادت عافيتها وقوتها ، فاغتنم يوما غفلت فيه قريش عنها فأخرجها بصحبة أخيه كنانة بن الربيع حتى أبلغها مأمنها عند أبيها .. وعاد كنانة وهو ينشد : عجبت لهبار وأوباش قومه يريدون إخفارى ببنت محمد ولست أبالي ما حييت عديدهم وما استجمعت قبضا يدي بمهندي
وهبار هو هبار بن الأسود الذي أعترض مع نفر من قومه زينب رضى الله عنها وتسبب في إسقاطها لجنينها . ولقد أمر الرسول بقتله بعد علمه بالحدث ..